الموافقة على إصدار تراخيص فتح دور للعرض السينمائي عام 2017م

تجهيز 66 صالة سينما بأحدث التقنيات في 20 مدينة حول المملكة

دور السينما حققت إيرادات بلغت 3.7 مليارات ريال

بدأت السينما في المملكة في مرحلة تاريخية مبكرة تعود للثلاثينيات من القرن العشرين، وكان أوائل المستفيدين منها موظفو شركة (كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني) -أرامكو فيما بعد-، وذلك في المجمعات السكنية التي كانوا يقطنونها في مدينة الظهران، ثم انتشر الأمر إلى بيوت المواطنين الذين تربطهم بأرامكو وموظفيها علاقة صداقة أو عمل، واستمر الأمر على هذا النحو حتى بدأت أرامكو بإنتاج أفلامها السينمائية في الخمسينيات الميلادية، وتبعت ذلك محاولات لإنتاج وعرض الأفلام على أيدي عدد من الشغوفين.

وخلال فترة نهاية الستينات وبداية السبعينات الميلادية بدأت تنتشر دور العرض بين السكان المحليين، وكانت صالات العرض المتاحة للمواطنين السعوديين موجودة في الأندية الرياضية المحلية على وجه التحديد، وفي بعض الأحواش والبيوتات الشهيرة خاصة في الرياض وجدة والطائف وأبها والدمام وأحياناً في بعض السفارات الأجنبية إلا أن الحضور كان مقتصرًا على الرجال فقط، وكانت طرق العرض عشوائية وتفتقد إلى التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد، وفي ديسمبر 2017م وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في المملكة على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.

وقد اُفتتحت في 18 أبريل 2018، أول سينما في الرياض، ثم في 28 يناير 2019م اُفتتحت أول سينما في جدة ، ووقعت شركة (مشاريع الترفيه السعودية) اتفاقية شراكة مع (الشركة الأولى لتطوير العقارات) وذلك بهدف زيادة عدد صالات السينما في السعودية، وفي 11 أبريل 2021م أقرّت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع تعديل لائحة تنظيم العرض السينمائي لتكون أكثر مرونة بشكل يسهم في تعزيز القطاع ويسهل ويدعم منتجي الأفلام السينمائية المحليين والفنانين وصُناع المحتوى المحلي، وذلك بالموافقة على إعفاء الأفلام المحلية من أي مقابل مادي على التذاكر في مختلف صالات العرض في مناطق المملكة، ولتمكين تطوير صناعة السينما وتعزيز وصولها لكل المواطنين والمقيمين وتيسيرًا على المستثمرين أقرت تخفيض المقابل المالي المقتطَع للهيئة من كل تذكرة ليكون ثلاث فئات حسب المناطق 15 %، و10 %، و5 % وذلك بدلًا عن المقابل المالي المقتطَع سابقًا البالغ 25 %، وفي أغسطس 2022م أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أنها فسحت 311 فلماً سينمائياً خلال العام 2022م، وأوردت المؤشرات في تقرير الحالة الثقافية في السعودية أن قيمة مبيعات تذاكر السينما في المملكة تحقق أرباحاً متزايدة في كل عام، ففي 12 أكتوبر 2025م صرَّحت هيئة الأفلام السعودية في تقريرها نصف السنوي بأن شباك التذاكر سجَّل إيرادات بلغت 448.1 مليون ريال سعودي خلال النصف الأول من عام 2025، وذلك ببيع 9.1 ملايين تذكرة في مدن المملكة المختلفة.

لجنة.. ومجلس

تأسست لجنة السينما السعودية في شهر مارس 2015م، لتكون أول لجنة سينما سعودية تعمل تحت مظلة حكومية، تابعة لوزارة الثقافة والإعلام (جمعية المنتجين والموزعين السعوديين)، وجاءت هذه اللجنة لتكون استجابة لصناع الأفلام والسينمائيين للعمل تحت مظلة حكومية، وتهدف اللجنة إلى نشر الثقافة السينمائية في المجتمع السعودي وخلق بيئة سينمائية بين صناع الأفلام وتسهيل كل المهمات لهم من تصاريح تصوير وغيرها، وفي عام 2018م تم تأسيس المجلس السعودي للأفلام تحت مظلة الهيئة العامة للثقافة كخطوة في اتجاه دعم وتطوير فن صناعة الأفلام والمحتوى في المملكة، ويهدف المجلس إلى دعم وتنمية المواهب الإبداعية في سياق العمل على تطوير قطاع الأفلام والمحتوى الإبداعي في المملكة من خلال المبادرات والاستثمارات المدروسة والتنمية الاستراتيجية والمستدامة، ويسعى المجلس السعودي للأفلام إلى تمكين المواهب السعودية، وتنويع وتعزيز المحتوى الإبداعي الثقافي السعودي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، بالإضافة إلى تطوير قطاع يساهم بشكل ملموس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وفق رؤية (2030 ).

جوائز الأفلام السعودية

حصلت الأفلام السعودية وحصل المخرجون الممثلون السعوديون على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية العربية والدولية، وكان أول فلم سعودي حصل على جائزة دولية هو فلم (اغتيال مدينة) للمخرج السعودي عبدالله المحيسن، وحاز حينها على جائزة (نفرتيتي) لأفضل فلم قصير عام 1977م، كما كان الفلم قد عرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977م، وفي 2008م قامت شركة روتانا بإنتاج (مناحي) وهو فلم سعودي يؤدي فيه الممثل فايز المالكي دور الشخصية الرئيسية فيه، وعرض في عدد من صالات السينما بالدول العربية المجاورة ونجحت روتانا في الحصول على الترخيص بعرضه في ديسمبر 2008م بـجدة في مسرح الملك فهد الثقافي، وتبعه عروض أخرى في الطائف، وفي النصف الأول من 2009م عرض في الرياض وأبها وجازان وبعدها توقفت العروض التجارية ولم تكرر نفس التجربة مع أي فلم آخر ما عدا الأفلام التسجيلية والقصيرة المنتجة محلياً التي تعرض في المسابقات والمهرجانات المنظمة من قبل الأندية الأدبية وجهات أخرى مختلفة، بعد ذلك توج الفلم السعودي (حرمة) بجائزة دولية بحصوله على الجائزة الذهبية لمهرجان بيروت السينمائي لعام 2013م، وحظي بالمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان برلين العريق في دورته للعام 2013م كأول فلم سعودي يشارك في هذا المهرجان، وأعلنت أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية في أكتوبر 2013م وبشكل رسمي عن القائمة الإجمالية للأفلام المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فلم أجنبي لعام 2013 والتي ضمت 71 فلماً من مختلف دول العالم، وجاء من بينها الفلم السعودي (وجدة) للمخرجة السعودية هيفاء المنصور وذلك للمرة الأولى في تاريخ السعودية، وتُوِّج بثلاث جوائز تقديرية في مهرجان فينيسيا العالمي، وبذلك يُعد أول فلم سعودي طويل يحظى بجائزة في هذا المهرجان ويعرض بشكل تجاري دولياً، كما ترشح لجائزة أفضل فلم أجنبي من أكاديمية الفلم البريطاني (بافتا)، وفي عام 2017م فاز الفلم السعودي (وسطي) بجائزتين من مهرجان (ويليامزبرج) السينمائي الذي أقيم في مدينة نيويورك الأميركية، هما جائزة أفضل فلم أجنبي وجائزة أفضل مخرج للفنان علي الكلثمي، وحصل الفلم السعودي القصير (سومياتي بتدخل النار) من إخراج مشعل الجاسر وإنتاج مركز إثراء، على جائزة أفضل فلم أجنبي لفئة أفلام الطلاب في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام المستقلة، وعُرض في مهرجان كان السينمائي في عام 2018م مع ثمانية أفلام سعودية أخرى، وفي عام 2019م حصل فلم (آخر زيارة) على جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفلم في مراكش، وفي عام 2019م أيضاً حصل الفلم الوثائقي (البيانست) على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان بيروت السينمائي الدولي في دورته الـ18، وفي ديسمبر 2020 حصل فلم (حد الطار) على جائزتين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، حيث حصل الفلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة (صلاح أبو سيف) وحصل بطل الفلم فيصل الدوخي على جائزة أفضل ممثل، وفي أبريل 2021م فاز المخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي بجائزة أفضل مخرج عن فلم (حد الطار) في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، وفي 22 نوفمبر 2021م أعلنت هيئة الأفلام السعودية أنها رشحت الفلم الروائي (حد الطار) لتمثيل المملكة في جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فلم بلغة أجنبية، وفي يونيو 2022 فاز فلم الرحلة بجائزة أفضل فلم تجريبي في مهرجان سبتيموس للأفلام السينمائية الهولندي، وفي أكتوبر 2022م أعلنت هيئة الأفلام السعودية عن ترشيح فلم (أغنية الغراب) لتمثيل السعودية في جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فلم دولي، وفي أكتوبر 2023 أعلن عن ترشيح فلم (الهامور ح .ع) لتمثيل السعودية في جائزة الأوسكار 2024 م عن فئة أفضل فلم دولي، وفي أغسطس 2025م حصل المخرج بلال البدر على جائزة أفضل مخرج على فلمه القصير (علكة) وذلك في الدورة الـ49 من مهرجان السويد السينمائي الدولي.

صناعة السينما أكاديمياً

اهتمت رؤية المملكة بصناعة السينما أكاديمياً، من خلال فتح المعاهد المتخصصة، وثقافياً باستضافة المهرجانات والفعاليات العالمية، ومحلياً بإقامة مهرجانات نوعية مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ويوجد في المملكة حاليًا 66 دارا للسينما لديها 618 شاشة عرض، وأعلنت وزارة السياحة في مطلع عام 2021 أنه ومن خلال مبادرة (إطلاق وتفعيل قطاع السينما في المملكة)، وهي إحدى مبادرات رؤية المملكة 2030 المسندة إلى برنامج جودة الحياة، وتقوم بتنفيذها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ومنذ العام 2018 وحتى أبريل 2024 حققت دور السينما في السعودية إيرادات بلغت 3.7 مليار ريال بينما وصل إجمالي التذاكر المباعة نحو أكثر من 61 مليون تذكرة، وفقاً لما كشفته الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، وسجلت السينما السعودية خلال عام 2024 إيرادات بلغت 845.6 مليون ريال، وفي 21 أبريل 2024 صدر قرار بتخفيض المقابل المالي لتراخيص هيئة الأفلام، التي تشمل المقابل المالي لتراخيص مزاولة نشاط تشغيل دور السينما الدائمة والمؤقتة، وتراخيص دور السينما للاحتياج المتخصص وتراخيص تشغيل دور السينما الدائمة والمؤقتة، ودور السينما للاحتياج المتخصص، وفي 12 أكتوبر 2025، صرَّحت هيئة الأفلام السعودية، في تقريرها نصف السنوي، بأن شباك التذاكر سجَّل إيرادات بلغت 448.1 مليون ريال سعودي خلال النصف الأول من عام 2025، وذلك ببيع 9.1 ملايين تذكرة في مدن المملكة المختلفة.