جريدة الرياض - 9/15/2025 1:58:38 PM - GMT (+3 )

مع بداية الموسم الدراسي واقتراب الأشهر الباردة، يزداد الحديث حول أهمية الوقاية الصحية، خصوصًا في ظل كثرة التجمعات وارتفاع احتمالية انتقال العدوى. وفي هذا الإطار، نُسلّط الضوء على أحد أبرز الأمراض التنفسية التي قد تُشكّل خطرًا على فئات مختلفة من المجتمع، وهو الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية. وفيما يلي مجموعة من الأسئلة تجيب عليها استشارية الأمراض المعدية رئيسة قسم الأمراض المعدية بمستشفى قوى الأمن بالرياض د.رشا عصام الشواف لتوضيح جوانب هذا المرض، سبل الوقاية منه، والفئات الأكثر عرضة له.
- مع بداية العام الدراسي في شهر سبتمبر وعودة الأطفال إلى المدارس، واقتراب دخول الأشهر الباردة، هل هناك أمراض محددة يجب على الجمهور معرفتها؟
يُعد الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية من أبرز الأمراض التي ينبغي التنبيه إليها في هذه الفترة، خصوصًا مع عودة الطلاب إلى المدارس وازدياد التجمعات. وهو عدوى خطيرة تصيب الرئتين وتؤدي إلى التهاب يُصاحبه عادةً السعال المقرون بالبلغم أو الصديد، الحمى، القشعريرة، وصعوبة التنفس. ويعود السبب الأكثر شيوعًا للإصابة إلى العدوى البكتيرية، فيما قد تسهم الفيروسات أو الفطريات في حدوثه أيضًا.
ينتشر المرض بسهولة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس، المناسبات، أماكن العمل، أو المستشفيات، مما يجعله أكثر ارتباطًا بطبيعة المجتمع المتواصل في المملكة. كما توجد أنواع أخرى من الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية تُكتسب في المستشفيات أو تكون مرتبطة بأجهزة التنفس الصناعي أو بالرعاية الصحية.
بصورة عامة، يمكن تصنيف الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية إلى أربعة أنواع: الالتهاب البكتيري، الالتهاب الفيروسي، الالتهاب الفطري، والالتهاب الناتج عن الشفط.
- ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية في المجتمع السعودي؟
إلى جانب الأطفال الذين يظلون عرضة لهذا المرض، هناك مجموعات أخرى أكثر عرضة للخطر، منها: البالغون فوق سن الخمسين، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئة أو السكري، أو ذوو المناعة الضعيفة. كما أنّ السمنة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة.
ورغم أن المملكة تتميّز بتركيبة سكانية شابة، إلا أنّ ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية يجعل العديد من الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية.
- ما هي خيارات العلاج المتاحة في المملكة للتخفيف من أعراض الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية؟
قد يكون الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية مرضًا خطيرًا، لكن تتوفر لحسن الحظ عدة خيارات علاجية للتخفيف من الأعراض ودعم التعافي. في حال كانت العدوى بكتيرية -وهي السبب الأكثر شيوعًا- يتم وصف المضادات الحيوية كخيار أول. أمّا إذا كان السبب فيروسيًا أو فطريًا، فقد تُستخدم الأدوية المضادة للفيروسات أو الفطريات بحسب التشخيص.
ومع ذلك، تبقى الوقاية هي الاستراتيجية الأكثر فاعلية. إذ تُعتبر اللقاحات أداة أساسية للحماية من هذا المرض، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
ويُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب لمعرفة أفضل الخيارات العلاجية لكل حالة. من خلال اتخاذ خطوات استباقية، يمكن للأفراد حماية أنفسهم وأسرهم والمجتمع من حولهم.
- ما هو نمط الحياة الذي يمكن للأفراد اتباعه لحماية أنفسهم من الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية؟
لنمط الحياة الصحي دور مهم في تقليل مخاطر الإصابة. وكما ذُكر سابقًا، فإنّ الالتزام بأخذ اللقاحات المُوصى بها يُعد أمرًا أساسيًا للوقاية. كما أنّ الحفاظ على النظافة الشخصية يُعتبر أمرًا محوريًا، ويشمل ذلك غسل اليدين باستمرار وتغطية الفم عند السعال أو العطس لمنع انتشار العدوى.
إضافة إلى ذلك، يُساعد اتباع نظام غذائي مُتوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الكافي على تقوية جهاز المناعة. كما يجب تجنُّب التدخين لأنه يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهاب الرئوي، وإدارة الأمراض المزمنة من خلال المتابعة الطبية المنتظمة.
- ما هي الرسالة الأهم التي تودون إيصالها للجمهور حول الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية؟
الرسالة الأهم هي أنّ الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية مرض يُمكن الوقاية منه. ورغم توفُّر العلاجات، إلا أنّ الوقاية عبر التطعيم والوعي تبقى أكثر فاعلية بكثير من التعامل مع المرض بعد الإصابة به.
إن التعرُّف المُبكّر على الأعراض، استشارة الطبيب، وضمان حماية الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة، يُمكن أن يُنقذ الأرواح ويُخفّف العبء عن الأسر والنظام الصحي.
إقرأ المزيد