الطلب العالمي على الطب التقليدي الهندي .. يتزايد
جريدة الرياض -

تعرف الهند بأنها صيدلية العالم وهي تقدم مجموعة واسعة من الأدوية التقليدية التي تعد خط الدفاع الأول في مكاحفة طيف متنوع من الأمراض والأعراض. ومن جهة ثانية ، تحظى الحرف اليدوية الهندية بإقبال كبير على مستوى العالم بفضل اسلوبها المبتكر وأناقتها في التصميم فهي ثروة خالدة والتي تحمل الجاذبية الساحرة للثقافة الهندية وهي باقية على مر العصور ، وتعد بالجمال والأناقة والكرامة . كما ذكر في كتاب تحت عنوان " الطب التقليدي والحرف اليدوية في الهند " اصدرته الحكومة الهندية مؤخراً " في الواقع أن الهند تعد موطناً لبعض من أقدم وأهم أنظمة الطب التقليدي في العالم" مضيفاً " أنه بدءأ من النهج الشمولي للآيورفيد ووصولاً إلى ممارسات الشفاء القديمة في السيدها واليوناني ، تعد هذه الأمة العريقة كنزاً من الحكمة القديمة والعلاجات الطبيعية . كما اوضح الكتاب أن الطب التقليدي المعروف أيضاً بالطب التكميلي والبديل ، هو اصلاً أقدم اشكال الرعاية الصحية التي اجازت اختبار الزمن .

كما يلاحظ أن الطب التقليدي له تاريخ طويل في الهند . وفي الواقع ، يُعَدّ الطب التقليدي الهندي واحدًا من أقدم الفروع في تاريخ الطب. وقد لعبت الهند دائمًا دورًا رائدًا في نشر معارف الطب التقليدي في أنحاء العالم. فقد تعرّف المصريون عليه من خلال التجارة البحرية مع الهند، بينما تعلّم الإغريق والرومان عنه عبر غزو الإسكندر الأكبر. وبهذه الطريقة، انتشرت معارف الطب التقليدي من الهند إلى الشرق مع انتشار البوذية.

بما أن الهند تفوقت في هذا المجال ، فعليها أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في تطويره على المستوى العالمي. وفي هذا السياق، ومن المهم الإشارة إلى أن الهند تعد من أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية حيث يوجد في الهند 47000 من النباتات ، و 15 منطقة مناخية زراعية ، و 15000 نبات طبي حيث يستخدم منها نحو 7000 نوع من هذه النباتات في طب الآيورفيدا ، و 700 نوع في الطب اليوناني ، و 600 نوع في السدها (الطب الهندي التقليدي ) و 30 نوعاً في الطب الحديث. كما يلعب الطب التقليدي الهندي دورًا مهمًا في المشهد الصحي العالمي المعاصر، خاصة في ظل التحديات الصحية المتزايدة مثل الأمراض المزمنة، والضغط النفسي وكذلك الصعوبات التي يواجهها كثير من الناس في الحصول على خدمات صحية عادلة ومنتظمة.

على الرغم من أن هذا النظام نشأ في جنوب آسيا منذ آلاف السنين، إلا أنه يثبت اليوم حضوره العلمي والتطبيقي في عدد متزايد من الدول، وذلك بفضل فلسفته الشمولية وقدرته على تقديم حلول وقائية وعلاجية تعتمد على التوازن الطبيعي والانسجام الداخلي في حين يتمحور نهج الأيورفيدا حول مفهوم التوازن الداخلي، ويتجلى ذلك في اعتماده على ثلاث طاقات أو قوى فسيولوجية رئيسية تُعرف بـ"الدوشات" .

ومن جهة أخرى ، تعرف الهند بأنها مستودع غني بالنباتات الطبية . إذ تعد الغابات في الهند المخزن الرئيسي لعدد كبير من النباتات الطبية والعطرية . كما جرى تدوين نحو 8000 علاج عشبي في أنظمة آيوش ( الطب الهندي التقليدي ). وتشمل أنظمة الطب المحلي الرئيسية في الهند كلًا من الآيورفيدا، واليوناني، والسِدها، إضافةً إلى الطب الشعبي (القبلي). ويبلغ حجم سوق النباتات الطبية في الهند 56.6 مليون دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يرتفع بمعدل نمو سنوي مركب 38.5% ليصل إلى 188 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030م. أما قيمة صادرات المنتجات العشبية والآيورفيدا فتقدَّر حوالي 539 مليون دولار أمريكي سنويًا.

وفي اشارة إلى دور الطب الهندي التقليدي في مكافحة الأمراض وتعزيز الصحة، يذكر الكتاب أن الدور المحوري للطب الهندي التقليدي يجعله مناسباً كعلاج تكميلي لحالات صحية مثل القلق والإكتئاب واضطرابات النوم وخاصة من خلال وسائل مثل اليوغا والتأمل . وهناك انواع الطب التقليدي الشائعة في الهند مثل الطب اليوناني الإسلامي والذي وصل إلى الهند عبر الفتوحات الإسلامية وهو نظام أكثر متأثراً بالطب اليوناني القديم الذي استخدمه أطباء مثل أبقراط وجالينوس.

أما فيما يتعلق بالحرف اليدوية في الهند، فقد أسرت اهتمام العالم كله . إذ تمتلك الهند تراثاً غنياً وتقاليد متجذرة على مر القرون ويتجلى ذلك بوضوح في المنتجات الحرفية عبر الهند. فالحرف اليدوية تُعَدّ انعكاسًا للهوية الثقافية للشعوب التي تُبدعها. كما وجدت هذه الحرف في الهند منذ عصور، وبعضها مشهور عالميًا مثل سجاد كشمير، ومنتجات التيراكوتا، والأقمشة المطرزة بخيوط الزاري، والأقمشة الحريرية، والمنتجات الخزفية والسيراميك. وهي تساهم في الحفاظ على العديد من التقاليد الهندية.

كما هو معلوم ، أن العديد من الحرفيين يعتمدون على هذه المهارات اليدوية في كسب العيش . كما تمثل الحرف اليدوية في الهند ثقافة وتقاليد كل منطقة. ومن اجل الحفاظ على هذا التراث والفن الغني المرتبط بأسلوب حياة الناس وتاريخ الشعب وتقاليده ، تعد الحرف الخشبية بما في ذلك الميناكاري (فن تزيين المعادن بالمينا) والأعمال الرخامية وغيرها الكثير، عناصر بالغة الأهمية في التنمية الإقتصادية .



إقرأ المزيد